الرسالة الأخيرة
للشهيد بإذن الله دكتور أحمد ماضي
وهو في اللحظات الأخيرة مصابا بالكورونا
نقلها عنه زميل لنا
"و بينما أنا راقد علي سريري بالعناية المركزة،
أكافح كي أتنفس الهواء بصعوبة ....
و أعاني من الم رهيب ينهش كل قطعة من جسدي،
الذي لم يبق فيه شىء غير متصل بأنابيب و خراطيم ...
أراقب نظرات زملائي من الأطباء و التمريض ما بين خوف و رجاء،
و تحركات سريعة و مضطربة لتجهيز جهاز التنفس الصناعي لهبوط حاد في نسبة الاوكسجين بالدم ...
معلنا فشل جهازي التنفسي الرباني في العمل
و بداية طريق أنا أعلم نهايته المحتومة
طالما شاهدته
و أنا الطبيب المسؤول عن علاج هذا المرض اللعين ...
وأستطيع أن أري نهايته الآن بوضوح ...
منذ أيام ودعت زميلا لي كان يرقد علي بعد خطوات مني و كان قد سبقني إلي ما أنا ذاهب اليه الآن...
لست والله خائفاً الآن،
فأنا أشهد الله بأني لم أقصر في أداء الواجب و تحمل الأمانة
و أرجو من الله أن يتقبلها خالصة لوجهه الكريم
و أن يجعل عملنا و مرضنا هذا في ميزان حسناتنا يوم نلقاه...
كل ما أرجو إن بادر بي الأجل وحانت لحظة الفراق
أن يتكفل الله برعايته و حفظه أسرتي و أطفالي
الذين افتقدهم بشدة
و يعتصر قلبي فراقهم
وصيتي إليك يا الله أطفالي الذين لن أفرح بهم
أستودعك يا الله هؤلاء الأطفال الضعفاء الذين لا حول لهم ولا قوة إلا بك
و أن تذكروني إخوتي بكل جميل و لا تنسوني من صالح دعائكم"
أحمد ماضي.
إرسال تعليق